السبت، 12 يوليو 2008

الساكت عن الظلم.. صابر؟! ولا جبان؟

الظلم فعل كريه على كل النفوس السوية الحرة الشريفة، نتعرض له على مدار اليوم وفي حياتنا، في مظاهر متعددة وبأشكال متنوعة.


فالذي نحياه، بل نتنفسه في أوطاننا جميعًا هو ظلم من شتى الأنواع، بدايةً من يوم ولادتنا، بل ونحن أجنِّة في بطون أمهاتنا!؛ (بعدم توفير العناية الطبية اللائقة والتغذية المناسبة لأمهاتنا) حتى يتوفانا الله.


فالرضيع يعاني أثناء ولادته وما يحدث فيها من تجاوزات، ثم مرورًا بالحضانة وتدريس مواد تعليمية له في فترةٍ يحتاج فيها إلى اللعب وتنمية وتفتيح مواهبه، ثم ظلم في مدراس مكدَّسة بلا تعليم وبمناهج متخلفة، وظلم في فرص التعليم واختيار الدراسة والكلية التي يرغبها، وظلم في فرص العمل، وظلم في الشوارع المتهالكة والأرصفة المحطمة، وظلم في الانتهاكات بأقسام الشرطة، وظلم في المصالح الحكومية، وظلم في البطالة، وظلم في الإعلام الأبله الذي يخاطب أناسًا من كوكب آخر غيرنا، وظلم في العنوسة المتوحشة، وظلم في كبت وانعدام الحريات، وظلم في تزوير الانتخابات وإرادة الناخبين، وظلم في الغلاء الخانق، وظلم في انخفاض الأجور، وظلم في المعاملات بين الناس.


عمومًا.. هناك من يواجه هذا الظلم ويقاومه حتى النهاية، أو يقف عند نقطة معينة ولا يستطيع أن يستمر، وهناك مَن يخاف من البداية ويتعلل بأن الصبر مفتاح الفرج، ولا أعرف عن أي مفتاح يتحدث في زمنٍ أصبحت فيه الأبواب تُفتَح بـ"الريموت كنترول" والأشعة والخلايا؟!!


أعتقد أن الساكت عن الظلم وهو يملك مقومات دفعه ولديه المقدرة والاستطاعة على ذلك هو إنسان جبان، وبصمته وتخاذله يضيع الحق ويسكت عنه، فهو أيضًا شيطان أخرس.


وأعتقد أيضًا أن مَن لا يملك مقومات دفع الظلم بأن يكون مثلاً ضعيفًا.. فقيرًا.. جاهلاً.. قليل الحيلة.. قد يكون صابرًا، بشرط أن يقاوم هذا الظلم بقلبه ولا يرضى عنه، ويتحوَّل هذا الصابر إلى جبانٍ عندما يقوى ويعرف ويتعلم ويشتد عوده ولا ينتقل إلا فريق مقاومة هذا الظلم.




نفسي كل واحد يسأل نفسه ويجاوب: هل أنا صابر؟! ولا..!!


---------


* مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان- haythamabokhalil@hotmail.com



ليست هناك تعليقات: