

ثم ظل يردد بعدها أن الكفن مالوش جيوب، وكفاية مدتين قوي في منصب الرئاسة (تخيلوا مرة أخري الرئيس كان يقول كفاية في أول عهده)، مرت الأيام وها هي صور الرئيس مبارك في كل حارة في البلد، ولافتات المبايعات التي تطفح نفاقًا رخيصًا لا يتوقف من جدار لجدار، وضعوا مؤخرًا في الميدان المؤدي للأهرامات الثلاثة صورًا للرئيس مبارك في كل الجوانب، بحيث أينما تولِّ وجهك فثمة وجه الرئيس، كأنما الذين بنوا أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع سخرة منذ آلاف السنين يبنون أهرامات جديدة علي قدهم من قماش وبلاستيك لرئيس واحد ووجه واحد وهذه المرة تطوعًا بالعبودية وليس إجبارًا علي العبودية، وهكذا انتقلنا من زمن العبودية القسرية إلي عصر العبودية التطوعية والاختيارية!!


أما الذي يجعل موضوع الحب والغرام هذا محل شك عميق - (لا أقول تهكمًا) - أنك إن رحت أي بلد محترم في مشارق الأرض ومغاربها من بلاد الهند والسند التي تركب الأفيال إلي بلاد الغرب الأوروبي والأمريكي التي تركب العرب، لن تجد صور رؤساء بلادهم معلقة في أي مكان، ولو حفيت في أمريكا كلها لن تجد تمثالاً لبوش أو لكلينتون قبله مثلاً، حتي بلاد الملوك سواء انجلترا أو هولندا أو إسبانيا لا تطاردك صور ملوكهم أينما حللت وفين ما رحت وجيت، إطلاقًا هذه بلدان سوية ومحترمة وليست فيها هذه التقاليد النفاقية العبودية، التي تفخر بها بلداننا العربية مهد ولحد الحضارة. كلكم تشاهدون مباريات كرة قدم أوروبية في كل ملاعب أوروبا، فهل تعثرتم مرة في صورة للسيد الرئيس الفرنسي أو لملكة انجلترا أو مستشارة ألمانيا في استاد كرة كلما أحرز الفريق هدفًا ركزوا الكاميرا علي صورة الرئيس كأنه الذي أحرز الهدف ! هذه المأساة والملهاة لا تجدها إلا في الدول العربية التي تفدي رؤساءها دائمًا بالروح والدم لغاية ما روحها طلعت ومبقاش عندها دم!!

إبراهيم عيسي..... الدستور
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق