منصة الحضور
كتبت- خديجة يوسف:
يبدو أن ارتباط اسم غزة بأشياء كثيرة منها الحصار تأثر به مؤتمر نقابة الأطباء؛ الذي عُقِدَ مساء أمس بدار الحكمة؛ حيث شهدت الشوارع المؤدية إلى النقابة حصارًا أمنيًّا فرضته قوات الأمن المصرية لمنع المشاركة في المؤتمر والوقفة التي دعت إليها نقابة الأطباء.
الحصار- الذي وصل إلى اعتقال العشرات والاعتداء بالهراوات على المئات وتفريق الآلاف!!- لم يمنع في النهاية من عقد المؤتمر الذي شهده حشدٌ كبيرٌ رغم هذه التضييقات الأمنية.
التعامل المستفز من جانب الأمن استنكره المشاركون في المؤتمر، ووصفوه بـ"غير المسئول"؛ في الوقت الذي يُطلب فيه من الأنظمة العربية أن تقف موقفًا جادًّا لصدِّ العدوان الصهيوني.
في البداية انتقد د. حمدي السيد نقيب أطباء مصر موقف الدول العربية تجاه المجزرة الصهيونية في غزة، معتبرًا تأخير اجتماع وزراء الخارجية العرب إلى يوم الأربعاء بالموقف "غير المسئول".
د. حمدي السيد
واستنكر السيد حالة الفُرقة والتشرذم التي أصبحت تجتاح الوطن العربي، مطالبًا الشعوب العربية بتوحيد الجبهة ضد العدو، وبأن تتضمَّن قراراتُ اجتماع وزراء الخارجية العرب تجميدَ كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني، وطرد سفراء هذا الكيان المغتصب من البلاد العربية، وتوقيف كل المشروعات المشتركة مع هذه الدولة العنصرية، وعلى رأسها مشروع تصدير الغاز.
كما طالب نقيب الأطباء بتشكيل جبهة للضغط على أمريكا للتقليل من استخدام حق الفيتو لصالح الكيان الصهيوني، مندِّدًا بمعاقبة من يدافع عن أرضه واتهامه بالإرهاب؛ في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس.
الإغاثة معطلة
وأكد الدكتور عبد القادر حجازي أمين لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء والعائد من رفح مؤخرًا أن هناك تعطيلاً لجهود الإغاثة على معبر رفح، بدايةً من التعسف ضد رجال الإغاثة والذي وصل إلى حدِّ إلقاء القبض عليهم، إلى عدم السماح للأطباء المصريين بدخول غزة للوقوف على مسئولياتهم وإنقاذ حياة إخوانهم الفلسطينيين.
المشاركون يعلنون: كلنا غزة
وناشد حجازي الأمن المصري سرعة الإفراج عن رجال الإغاثة، مشدِّدًا على أنهم يستحقون النياشين لا السجن، لافتًا الأنظار إلى عدم أهلية مستشفى غزة للاستخدام الآدمي!! فضلاً عن كونه لا يناسب علاج جرحى حرب بحاجة إلى عمليات وظروف خاصة، مطالبًا رئيسَ الجمهورية بفتح معبر رفح بصورة أكبر لتقديم جهود الإغاثة، مذكِّرًا سيادته بمقولته: "لن نسمح بتجويع غزة".
معنويات مرتفعة
ومن قلب الأحداث ووسط القصف، وفي اتصال هاتفي وجَّه الدكتور منير الأبرش ممثل اتحاد الأطباء العرب في فلسطين ورئيس الجمعية الوطنية للتطوير تحيةً إلى الشعب المصري، مستنكرًا الموقف الرسمي في تعطيل وصول الإغاثة إلى الشعب الفلسطيني.
وأكد د. الأبرش أن الشعب الفلسطيني صابر وصامد وفي حالة معنوية مرتفعة، محتسبًا شهداءه، مؤكدًا أنه رغم ما يحدث هناك إصرارٌ شديدٌ على المقاومة، بل وعند سماع صوت صاروخ المقاومة تزغرد النساء ويسعد الأطفال، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يريد طعامًا ولا شرابًا ولا دواءً، ولكن يريد الكرامة فقط.
إهانة شعب د. عبد المنعم أبو الفتوح
د. عبد المنعم أبو الفتوح
واستنكر د. عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب التصرفات التي وصفها بالقميئة من النظام المصري، مؤكدًا أن مشاركة مصر في حصار غزة تتسبَّب في إهانة بالغة لمصر وشعبها.
وأكد أبو الفتوح أن الذين يوجِّهون اللوم للشعب الفلسطيني يصوِّبون سهامهم إلى صدر وحدة الأمة وصدر المقاومة على حدٍّ سواء، مشيرًا إلى أن المشروع الصهيوأمريكي يسعى لكسر شوكة الأمة وكرامتها.
وتساءل: من المستفيد من كبت الشعب بهذه الطريقة ومنعه من التظاهر؟ ولماذا يريد أصحاب الفكر الجديد أن يضعوا مصر في الجانب الأمريكي الصهيوني؟ مؤكدًا أن هذا الأمر يؤثر على الأمن القومي المصري، مطالبًا النظام المصري بمراجعة نفسه.
ووصف الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب الوضعَ في غزة بالسجن الذي يحوي مليونًا ونصف المليون سجين، وأن بوابة السجن هي معبر رفح مع الأسف الشديد، مشيرًا إلى أن ما يحدث لشعب غزة يخالف كل المواثيق والدساتير والقوانين الدولية التي تتشدَّق بها أمريكا والكيان الصهيوني.
أقلام عميلة د. محمد عمارة
د. محمد عمارة
من جانبه طالب الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي الصحفيين ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية بأن يقارنوا بين الأقلام التي استقبلت احتلال العراق بالترحاب والأقلام التي تهاجم المقاومة اليوم؛ ليتأكدوا أنها نفس الأقلام، لم تتغيَّر، واقترح عمل دراسة بعنوان "لمن يتوجه الحذاء؟"، مؤكدًا أن حذاء الزيدي ليس فقط من المفترض أن يُوجَّه إلى بوش، ولكن يجب أن يُوجَّه إلى هذه الأصوات العميلة.
وتوجَّه عمارة برسالة إلى من يتشدَّقون بتفاوت القوى بين الصهاينة وحماس، ناصحًا إياهم بقراءة التاريخ ليعرفوا أن النصر من عند الله، وتساءل: هل كان هناك تكافؤ بين أمريكا وفيتنام، وفرنسا والجزائر، وعرابي والإنجليز، وعمر المختار وصلاح الدين وأعدائهما، وطالبان وأمريكا والمقاومة الصومالية التي تعتبر أفقر مقاومة في العالم؟!
مشدِّدًا على أهمية ألا نعبأ بكثرة الشهداء في سبيل الحرية والانتصار، مستشهدًا بالجزائر التي فقدت قرابة مليوني شهيد من أجل الاستقلال، مؤكدًا أن أرض هذه الأمة تشكِّل مقبرةً للإمبراطوريات الاستعمارية الكبرى.
وتساءل: لماذا لا يتم معاقبة الكيان الصهيوني من قبل المجتمع الدولي؟ مشيرًا إلى أنه ليس دولة سياسية وإنما دولة دينية لا يطبَّق عليها القانون، والتاريخ أيضًا يشهد بذلك طبقًا للمشروع الصهيومسيحي؛ الذي يَعتبر الكيان الصهيوني إشارةً إلهيةً لرحمة الله على الأرض كما يعتقدون!.
د. عصام العريان
وفي نهاية المؤتمر حثَّ د. عصام العريان الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء المصريين على الدعاء لفلسطين، والعمل على نشر القضية، والتبرُّع، متوجهًا بالشكر للشعب المصري الذي تبرَّع بكل طوائفه لنصرة غزة، مشيدًا بمن تبرَّعت بدبلتها الذهبية، ومن أتى للتبرُّع بمليون جنيه لشعب فلسطين.
على هامش المؤتمر أجرى الدكتور محمد البلتاجي ومحسن راضي عضوا الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين مفاوضاتٍ مع قيادات الأمن للإفراج عن من تم اعتقاله أثناء محاولته المشاركة في المؤتمر، وهو ما نجحا فيه.
اخوان اون لاين
إرسال تعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق