1- أن المصريين يتعاملون مع الكرة باعتبارها مظهر انتصارهم الوحيد تقريبا (أخبرني عن أي مظهر آخر من فضلك ) وأنها السبب الوحيد لأفراحهم الجماعية الإجماعية وسط عشرات الأسباب لإحباطهم واكتئابهم!
2- أن هدف الفوز جاء في الدقيقة الخامسة والتسعين من عمر المباراة، حيث أوشك المصريون علي تلقي العزاء في وفاة حلمهم، فلما جاء الفوز من حيث لا يتوقع أحد ولا ينتظر شخص (اللهم إلا أنا فقد كنت أعرف أن حسن شحاتة سيطلق معجزته في هذا التوقيت ) فقد جاء الإحساس بالفرحة عاتيًّا ومذهلاً وفاق الحدود المتوقعة والمحتملة كذلك،
ولو جاء الهدف الثاني في توقيت مبكر في المباراة وانتهت فقط علي هدفين مقابل صفر لكانت هناك موجة إحباط وخيط أسي في مشاعر المصريين لكن مجيء الفوز في لحظة احتضار الحلم كان مفجرا للفرحة المبالغ فيها بشكل «منطقي».
> هل لدينا ثقة زيادة عن اللزوم في مباراتنا الفاصلة في الخرطوم؟
- ما لدينا هو نفخ الإعلام الرياضي غير المسئول، الذي يمارسه مجموعة اللاعبين المعتزلين الذين تشعر أنهم كبار المشجعين وهتيفة درجة تالتة وليسوا إعلاميين (بالمناسبة أين درسوا الإعلام وهل تلقوا دورات تثقيفية وتعليمية لتأهيلهم لما يشتغلون فيه أم أن الإعلام مهنة من يمتهنه؟!). هؤلاء أو للأمانة معظمهم، لا يعرفون مهام وأهمية ومسئولية المهنة ولم يعد ممكنًا لجم هذا الخلل نتيجة «تورم» الغرور الشديد، لكن المؤكد أن لدينا في الأغلب تفاؤلاً كبيرًا وليس ثقة مؤكدة، فالكرة كما الحياة تعلمنا أن كل شيء جائز وممكن ولا يوجد مستحيل سواء أن تفوز أو أن تنهزم في اللحظات الأخيرة.
> هل مشهد فرحة جمال مبارك وأحضانه مع مجدي عبدالغني بعد الهدف يصب في الدعاية له باعتباره واحدًا من الناس وليس الرجل الذي يعيش في برج عاجي؟
أولا: كان جمال مبارك في المقصورة وهي برج عاجي في استاد كرة القدم.
ثانيا: من حق جمال مبارك قطعا، كما من حق أي واحد في البلد، مثل هذه الفرحة الغامرة والرائعة، فلا يمكن أن نحرم مصريًا من لحظة سعادة مطلقة منحها له حسن شحاتة ولاعبو مصر، لكن فرحة جمال مبارك لا تعني أي شيء إلا أنه مصري من بين 80 مليون مصري، ولا أعرف أحدًا سحب منه هذه الحقيقة أبدا ولو سلطت الكاميرات ساعتها علي خيرت الشاطر وهو في السجن يشاهد المباراة لوجدته قد طار من الفرحة سعادة كما فعلها الشخص الذي سجنه بالضبط.
> هل يمكن أن تتحول لحظة الانتماء الكروي لمرحلة انتماء وطني؟
- لا.. الكرة لحظة مؤقتة وفرحتها غامرة ولكنها تنتهي سريعًا وهي شيء ثانوي وقشري والتعبير عن انتماء كروي موضوع لا يستأهل أي جهد، مجرد رفع علم وصراخ لحظة الفوز والخروج بعلبة بيروسول ونولع عود كبريت مع رشة من البيروسول ننفخ نار الفرحة، لكن الانتماء الوطني قصة عميقة وخطيرة وتحتاج إلي أن يعامل الوطن مواطنيه بعدالة وبديمقراطية وباحترام وبتقدير وبمشاركة وباعتبار لإنسانيته واستجابة لحقوقه، والخلاصة أننا لن نضحك علي المواطن بهدف للمواطن عماد متعب.
> ألا تشعر بالفرحة والفخر من وجود أعلام مصر في أيدي الشباب وفي السيارات ومعلقة فوق البيوت؟
- وكمان فوق الكباريهات فالحقيقة أنه خلال أجواء مباراة الجزائر رأيت أعلام مصر معلقة فوق واجهات كباريهات شارع الهرم وهذا دليل كبير علي انتمائنا جميعا من علمائنا وسياسيينا وشبابنا وراقصاتنا للبلد، ونعم أشعر بالفخر والفرحة، لكن كنت أتمني شيئين:
الأول - أن يكون العلم صناعة مصرية وليس صناعة صينية.
والثاني - أن نرفع العلم في غير مباريات كرة القدم وكأننا لا نملك أي سبب لرفع العلم إلا في توقيتات مباريات الكرة.
لكن المفارقة أن تعرف - معي - أن هناك مواد في قانون العقوبات المصري تمنع أي مبني غير رسمي أو حكومي من رفع العلم، يعني ممكن يقفشوك وأنت رافع علم مصر علي بلكونة شقتك في العمارة باعتبار عمارتك مبني غير رسمي ولا حكومي!
> هل ستتحول مصر إلي حالة أعظم إذا وصلنا لكأس العالم؟
دعني أذكرك أننا وصلنا لكأس العالم عام 1990، فهل تحولنا إلي أي شيء أعظم؟!.. ربما تحولنا إلي ما هو أسوأ جدا.. عموما دعنا نؤكد أن الكرة هي مجرد كرة فلا تظلموها وتظلموا أنفسكم بنفخها أكثر من اللازم فقد تفرقع!
> هل لدينا ثقة زيادة عن اللزوم في مباراتنا الفاصلة في الخرطوم؟
- ما لدينا هو نفخ الإعلام الرياضي غير المسئول، الذي يمارسه مجموعة اللاعبين المعتزلين الذين تشعر أنهم كبار المشجعين وهتيفة درجة تالتة وليسوا إعلاميين (بالمناسبة أين درسوا الإعلام وهل تلقوا دورات تثقيفية وتعليمية لتأهيلهم لما يشتغلون فيه أم أن الإعلام مهنة من يمتهنه؟!). هؤلاء أو للأمانة معظمهم، لا يعرفون مهام وأهمية ومسئولية المهنة ولم يعد ممكنًا لجم هذا الخلل نتيجة «تورم» الغرور الشديد، لكن المؤكد أن لدينا في الأغلب تفاؤلاً كبيرًا وليس ثقة مؤكدة، فالكرة كما الحياة تعلمنا أن كل شيء جائز وممكن ولا يوجد مستحيل سواء أن تفوز أو أن تنهزم في اللحظات الأخيرة.
> هل مشهد فرحة جمال مبارك وأحضانه مع مجدي عبدالغني بعد الهدف يصب في الدعاية له باعتباره واحدًا من الناس وليس الرجل الذي يعيش في برج عاجي؟
ثانيا: من حق جمال مبارك قطعا، كما من حق أي واحد في البلد، مثل هذه الفرحة الغامرة والرائعة، فلا يمكن أن نحرم مصريًا من لحظة سعادة مطلقة منحها له حسن شحاتة ولاعبو مصر، لكن فرحة جمال مبارك لا تعني أي شيء إلا أنه مصري من بين 80 مليون مصري، ولا أعرف أحدًا سحب منه هذه الحقيقة أبدا ولو سلطت الكاميرات ساعتها علي خيرت الشاطر وهو في السجن يشاهد المباراة لوجدته قد طار من الفرحة سعادة كما فعلها الشخص الذي سجنه بالضبط.
> هل يمكن أن تتحول لحظة الانتماء الكروي لمرحلة انتماء وطني؟
- لا.. الكرة لحظة مؤقتة وفرحتها غامرة ولكنها تنتهي سريعًا وهي شيء ثانوي وقشري والتعبير عن انتماء كروي موضوع لا يستأهل أي جهد، مجرد رفع علم وصراخ لحظة الفوز والخروج بعلبة بيروسول ونولع عود كبريت مع رشة من البيروسول ننفخ نار الفرحة، لكن الانتماء الوطني قصة عميقة وخطيرة وتحتاج إلي أن يعامل الوطن مواطنيه بعدالة وبديمقراطية وباحترام وبتقدير وبمشاركة وباعتبار لإنسانيته واستجابة لحقوقه، والخلاصة أننا لن نضحك علي المواطن بهدف للمواطن عماد متعب.
> ألا تشعر بالفرحة والفخر من وجود أعلام مصر في أيدي الشباب وفي السيارات ومعلقة فوق البيوت؟
الأول - أن يكون العلم صناعة مصرية وليس صناعة صينية.
والثاني - أن نرفع العلم في غير مباريات كرة القدم وكأننا لا نملك أي سبب لرفع العلم إلا في توقيتات مباريات الكرة.
لكن المفارقة أن تعرف - معي - أن هناك مواد في قانون العقوبات المصري تمنع أي مبني غير رسمي أو حكومي من رفع العلم، يعني ممكن يقفشوك وأنت رافع علم مصر علي بلكونة شقتك في العمارة باعتبار عمارتك مبني غير رسمي ولا حكومي!
> هل ستتحول مصر إلي حالة أعظم إذا وصلنا لكأس العالم؟
دعني أذكرك أننا وصلنا لكأس العالم عام 1990، فهل تحولنا إلي أي شيء أعظم؟!.. ربما تحولنا إلي ما هو أسوأ جدا.. عموما دعنا نؤكد أن الكرة هي مجرد كرة فلا تظلموها وتظلموا أنفسكم بنفخها أكثر من اللازم فقد تفرقع!
جريدة الدستور
هناك تعليق واحد:
السلام عليكم
اسئله جميله واجوبه اجمل
ماليش فى الكوره بس الحديث رائع
جزاكم الله خيرا
واحلى سؤال بتاع جمال مبارك
إرسال تعليق