الخميس، 9 ديسمبر 2010

الاستبداد يتصاعد بمصر وانتخابات برلمان 2010 هي الأكثر تزويرا في التاريخ



نافذة مصر / الوفد / المصريون

قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية اليوم الخميس إن مصر تتجه نحو المزيد من الاستبداد، قبل الخلافة الرئاسية الوشيكة، مشيرة إلى أن الحزب الوطني الحاكم أحتكر بشكل كبير البرلمان المقبل في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة التي شابها التزوير.

وأضافت الصحيفة أن الحزب احتكر تقريبا البرلمان، وترك جماعات المعارضة في حالة يرثى لها، موضحة أن النتائج النهائية للانتخابات أظهرت حصول "الوطني" على 83% من مقاعد البرلمان، إضافة إلى أن معظم رجال الأعمال وسماسرة السلطة الذين دخلوا الانتخابات كمستقلين، للحصول على الحصانة، سينضمون إلى الحزب، ما يجعل حصة الحزب الحاكم في البرلمان تصل إلى 97%.

و نقلت الصحيفة عن شادي حامد، الباحث بمعهد بروكينجز في الدوحة، قوله بأن ما حدث في الإنتخابات البرلمانية المصرية هذه المرة هو أمر غير مسبوق في مصر، قائلاً بأن عمليات التزوير كانت سافرة بشكل مثير للإحراج، مشيراً إلى أنه حتى الآن كان النظام في مصر يحاول أن يعطي إحساسا بالمنافسة و بمشاركة المعارضة. و أضاف: " اعتقد انه من الانصاف ان نقول بأن هذه كانت واحدة من أكثر الانتخابات تزويراً في التاريخ المصري ، على الأقل منذ عام 1952" ، وتركت غالبية الشعب المصري البالغ تعداده 80 مليون نسمة دون كلمة في تحديد مصيره السياسي .

و تابعت الصحيفة تقريرها قائلة أن درجة التزوير صعقت المراقبين في الخارجين الذين توقعوا أن يكون هناك مساحة حتى لمعارضة رمزية، و قالت أن عملية إقصاء الأصوات المستقلة من البرلمان الذي يمتلك مقدارا ضئيلا من السلطة في الحقيقة هي إشارة على أن النظام عازم على تأمين كل مقاليد السلطة قبل عملية توريث السلطة المرتقبة التي ستجري في فترة ولاية البرلمان المقبل.

و يرى شادي حامد، الذي تابع العملية الإنتخابية في مصر، أن مستوى القمع يعكس مستوى الذعر داخل الحزب الوطني و بين أصحاب السلطة في النظام، فعلى الرغم من انهم يبدوا من الخارج كقوة متجانسة، إلا أنه يبدو ان هناك فصائل تبرز و إختلافات في الآراء حول من يجب أن يخلف الرئيس مبارك، بحسب الصحيفة.

و يقول شادي حامد: "هناك مناورات داخلية مستمرة، و يجب أن نأخذ حملة القمع هذه كعلامة على الخوف و الذعر داحل فصائل الحزب الوطني الحاكم". و يؤكد على أنه لا يوجد اتفاق بعد على من سيخلف الرئيس مبارك، قائلاً أن هذه هي المرة الأولى منذ فترة التي لا يمكنك توقع ما قد يحدث غداً، و ما سيحدث عندما يموت مبارك، لذلك فإن الحزب الوطني لا يرغب في وجود المعارضة بمكان قوي في البرلمان في هذه الفترة الحرجة.

و تعتبر الصحيفة أن هذا يضع الولايات المتحدة في مأزق، فهي لن تقوم بوقف المساعدات المالية لمصر لأنها تعتمد عليها في إضعاف حماس بقطاع غزة و احتواء طموحات إيران النووية، ولكنها في الوقت نفسه عالقة مع حليف لديه قائمة طويلة بشكل متزايد من إنتهاكات حقوق الإنسان، و عدم الإستعداد للسماح بالإصلاح السياسي، و قدر كبير من عدم اليقين حول من سيتولى الحكم في حالة وفاة الرئيس مبارك أو تنحيه عن السلطة. إلا أنها ترى أنه من غير المرجح أن تقوم الولايات المتحدة بإعادة تشكيل أو قطع علاقتها مع مصر في ضوء هذه الإنتخابات، مشيرة إلى بيان البيت الأبيض الذي أعرب فيه عن "الاستياء" من تقارير عن التزوير.

و يرى شادي حامد بأن النظام المصري ذهب بعيداً جداً عن حتى مجرد شكل خارجي للمصداقية، بحسب الصحيفة، معتبراً أن ذلك يشكل مستوى غير مسبوق من عدم الإحترام لمطالب الولايات المتحدة المنادية بالديموقراطية، قائلاً بأن النظام يلعب بالنار، فعلى الرغم من انه من غير المرجح أن تقوم الولايات المتحدة بممارسة أي نوع من الضغط الجدي على مصر، إلا أنه لا ينبغي علي النظام أن يراهن على حظه.

و يصف حامد الأمر بلعبة الروليت الروسية التي يشارك فيها الجميع، و يقول أن الوضع أصبح غير متوقع و مشحون لدرجة كبيرة، مشيراً إلى أن مصر كانت تقف على شفا حافة التغيير منذ فترة طويلة و أنه على الرغم من أن لا أحد يعرف متى سيحدث التغيير إلا أنه قادم لا محالة.

و تقول الصحيفة أن الإنتخابات البرلمانية، في نظر العديد من المراقبين، قد نزعت عن الحكومة المصرية ورقة الديموقراطية التي كانت تستتر وراءها لتقول للعالم أن النظام في مصر ليس مستبدا.




ليست هناك تعليقات: