الثلاثاء، 21 يونيو 2011

النموذج التركي (فى شقه العلماني) الذي يسعى له (الجمل) :تاريخ من القمع والإنقلابيه والخيانه



يميل النموذج التركي (فى شقه العلماني ) والذي دعا نائب رئيس الوزراء المصري د / يحيي الجمل إلى الإستفادة منه ( أو تطبيقه ) إلى الإنقلابيه و ( الإقصاء الدموي) والكراهية والقمع والخيانة والعنف !!

فهو لا يحترم عقيدة ولا يلتزم بخلق ولا يعتبر بإرادة شعب ، و لا يقر بإختياراته !

فى العشرينات

دعَا سعيد النورسي الناسَ للصلاةٍ في وجودِ أتاتورك فقال له: (يا أستاذ نحن دعوناك هنا لنستفيد من آرائك العليا لا لتشغلنا بالصلاة) .

ائمةٌ مشهورين قتلوا في (معركة القبّعة ) ، وعددٌ من العلماء شُنقوا وعُلقت أجسادهم أمام المساجد لأنهم (رفعوا الأذان باللغة العربية) .

بعد ذلك جاءت الهجمةٌ الشرسة على أسماء الشعب وهي ما عُرفت بـ"معركة الألقاب"، وبدا واضحًا أنّ أتاتورك ورجاله يسعون لتغيير دين الشعب وهيئته وأسماءه بعيدًا عن الإسلام ، ففي الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية التركية جُمعت المصاحف والكتب الدينية ووضعت على ظهور الإبل ليقودها رجل يرتدي الزي العربي ويتجه بها نحو الجزيرة العربية، وعُلقت على رقاب الإبل لافتة تقول: (جاءت من الصحراء، ولتعد إلى الصحراء، وجاءت من العرب، فلتذهب إلى العرب) .

في الساعة التاسعة وخمس دقائق في 10 /11 /1938 لفظ أتاتورك آخر أنفاسه في قصر دولما باغشة في اسطنبول ، لم يعني ذلك أن العلمانيةً الاتاتوركية فقدت حصونها المنيعة فحراس صنم أتاتورك كانوا أكثر التزامًا بمبادئه، واشدُ تطرفًا في مواجهة أعدائه .

فى الخمسينات

سمحت الحكومة التركيه الجديدة بتلاوة القرآن الكريم في الإذاعة التركية بعدما كان محظورًا (!!) ، وافتتحت كلية الإلهيات (الشريعة) وفتحت العديد من المدارس الشرعية المسماة مدارس الأئمة والخطباء، ورخصت لمعاهد تحفيظ القرآن الكريم (!!) .

فقام انقلاب (دموي) بقيادة الجنرال جمال غورسيل حكم (إعدام ) رئيس الوزراء عدنان مندريس، ووزير خارجيته فاتن رشدي زورلو، ووزير ماليته حسن بولادقان، وحكم على الرئيس محمود جلال بايار (بالسجن المؤبد) ..

تم (تسريح ) خمسةُ آلاف ضابطٍ من رتبة جنرال حتى رتبة مقدم تحت شعار تنقية الجيش من الأصوليين، وأقالوا 147 أستاذا من أساتذة الجامعات.
وأذاع البيان الانقلابي (ألب ارسلان توركيش) شيطان العلمانية وثعلب تركيا العجوز المولود في قبرص سنة 1917..

فى السبعينات :

لم يستمر أول أحزاب أربكان سوى (16) شهرًا، حتى وجهت له في أبريل 1971م بعض التهم ( !! ) وقدُّم للمحكمة التي أصدرت أمرًا بإلغاء حزبه مع مصادرة ممتلكاته ومنع شخصياته من العمل من خلال أي حزب سياسي آخر، ومنعهم من تأسيس أي حزب جديد أو ترشيح أنفسهم ـ ولو كانوا ـ مستقلين!!!

وفي 1978م طالب المدعي العام التركي فصل أربكان عن حزبه (السلامة الوطني) بدعوى أنه يستغل الدين في السياسة (!!) وهو أمر مخالف لمبادئ أتاتورك العلمانية.

في 12/9/1980م قاد الجنرال كنعان ايفرين انقلابًا تسلم الجيش بموجبه زمام الأمور في البلاد ، أقام الانقلابيون (محاكم تفتيش) وبلغ عدد المعتقلين 30 ألفًا على رأسهم أربكان الذي أحيل مع 33 شخصًا من قيادات حزب السلامة إلى المحكمة العسكرية وطلبت لهم النيابة العامة أحكامًا تتراوح ما بين 41 و63 سنة سجنا، وتم حلُّ الحزب.

فى التسعينات :

في 28-2-1997 وجه مجلسُ الأمن القومي إلي ( رئيس الوزراء نجم الدين أربكان ) رسالةٌ تحذيرية تطلبُ منه تنفيذ عددٍ من الإجراءات الموجهة ضد نشاطات ومظاهر إسلامية (كالحجاب، ومدارس الأئمة والخطباء، ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم).

قام الجيشُ التركي باستعراض عضلاته في إحدى ضواحي أنقرة وأغلقت الشرطة (18) مركزًا للتعليم الإسلامي، واعتبر رئيس الأركان: أنّ تحطيم الأصولية الإسلامية في تركيا مسألة حياة أو موت بالنسبة للجيش، وأصدر مجلس الأمن التركي تقريرًا في (70 صفحة) عن خطر الرجعية في تركيا على العلمانية، ونشر لائحة سوداء بأسماء (600) مؤسسة صناعية وتجارية يدعو الحكومة والشعب لمقاطعتها لأنّ الأصوليين يديرونها!!
متهمًا حزب الرفاه علنًا بدعم الأصولية وبالتحريض ضد العلمانية..

كما قامت محكمة عسكرية بتوقيف ثلاثة من مرافقي أربكان وهدد الجيش باللجوء إلى السلاح لإزالة الخطر الأصولي على العلمانية!!

أربكان أكد للصحافة أنّ العلمانية لا تعني قلَّة الدين.. وحذَّر الجيش من محاربة الإسلام، مؤكدًا أنه لا يمكن لأحد أن يقضي على شعب مؤمن.

في نوفمبر/1997افتتح أربكان اجتماعًا ضم ممثلين لثماني دول إسلامية لبحث إمكانية تشكيل سوق إسلامية مشتركة، وهو ما اعتبره العلمانيون بمثابة إعلان حرب جديد على النظام .

عهد أردوغان

رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان عاش لمدة عام كامل فى قصر رئاسة الوزراء بدون زوجته ، التي كانت تقيم فى مسكن مجاور، تبعًا للتعاليم الكمالية لأنها محجبة، وكما أرسل بناته للتعلم في الخارج لأنهنّ محجبات، كما تم منع زوجته من زيارة أحد أقاربها فى مستشفى عسكري بزعم أنها محجبة .

المدعي العام يقفُ دائمًا على أهبة الاستعدادِ كرأس حربةٍ بربريةْ يطالب بإعدام هذا وحظر ذاك، والجيشُ الذي يدير الانقلابات ـ غالبًا ـ أداةُ بلا عقل!

العلمانية والصهيونية :

كانت تركيا الأتاتوركية أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل سنة 1949م، وقد جاءت هذه الخطوة ضمن مجموعة من الخطوات التي اتخذتها تركيا لتتكامل عملية الانسلاخ عن تاريخها كدولة مسلمة، ومنذ ذلك الحين والعلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين تتخذ أشكالًا وأنماطًا متصاعدة بلغت ذروتَها في الاتفاق الأمنيالعسكري الذي وقَّعه الطرفان إبان زيارة الرئيس التركي سليمان ديميريل لإسرائيل عام 1996م، والذي نصَّت أهمُّ بنودِه على النقاط التالية:

1- السماح للكيان الصهيوني باستخدام الأجواء والأراضي والمطارات التركية في عمليات تدريبية.

2- التنسيق الاستخباراتي بين الجانبين في جمع المعلومات وخاصة عن سوريا وإيران.

3- الاستفادة التركية من الخبرة والخبراء الإسرائيليين في مكافحة حزب العمال الكردستاني، وخاصة عملياته في المدن.

4- تقدم إسرائيل إلى تركيا خبراتها في مجال الصناعة العسكرية والتكنولوجية الإلكترونية المتطورة لتحديث الطائرات التركية المقاتلة.

آخر معارك العلمانية :

بعد تفجر فضيحة المطرقة ، نشرت صحيفة (طرف) التركية تفاصيل المؤامرة في الشهر الماضي، وقالت إنها وضعت ونوقشت في عام 2003 في مقر قيادة الجيش الأول في اسطنبول ، وتضمنت المؤامرة تفجير عدد من المساجد وافتعال مواجهة عسكرية مع اليونان تسقط فيها طائرة تركية من أجل خلق بلبلة تؤدي إلى سقوط الحكومة ، اعتقل أردوغان أكثر من خمسين من قيادات الجيش، بينهما قادة أسلحة، ونواب لرئيس الأركان السابق، وقال أنه لا أحد فوق القانون، ثم بدأ الحديث عن تعديل دستوري، قد يضع للجيش حدودًا.

والحدود التي يرغب فيها أردوغان أن يبقى الجيش فى ثكناته، ولا يتدخل فى السياسة، فالسياسة لها رجالها، والجيش له أعماله، كنعان إيفزين ، قائد إنقلاب (92) عام ، هدد بالإنتحار إذا أقرت التعديلات .

وائل الحديني :

كاتب مهتم بالشأن التركي


ليست هناك تعليقات: