الخميس، 21 أغسطس 2008

الذكرى ال 39 لحريق المسجد الأقصى



يصادف يوم الخميس، 21 أغسطس 2008م، الذكرى الـ39 لمحاولة حرق المسجد الأقصى المبارك، في فلسطين.

قصة محاولة إحراقه والاعتداءات التي حدثت له

شب الحريق في صباح 21/8/1969 بعد أن أدى المصلون صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك وفرغ المكان من المصلين ، وكان في ثلاثة مواضع:

الأول: في مسجد عمر الواقع في الزاوية الجنوبية الرقية للمسجد الأقصى والذي كان يرمز الى المسجد الأول الذي بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما استلم مفاتيح القدس من بطريك البيزنطيين صفرونيوس الدمشقي، ثم هدمت الزلازل ذلك المسجد قبل عهد الخليفة عبد الملك بن مروان الذي بنى مكانه مسجداً جديداً اكتمل سنة 692م.

الثاني: في منبر صلاح الدين الأيوبي والمحراب، بهدف حرق عنوان النصر الذي احرزه القائد صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس من الصليبيين سنة 1187م.

الثالث: في النافذة العلوية الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى وترتفع عن أرضية المسجد حوالي عشرة أمتار ويصعب الوصول إليها من الداخل بدون استعمال سلم عالي، الأمر الذي لم يكن متوفرا لدى دنيس روهان. وكان حريق هذه النافذة من الخارج وليس من الداخل، مما يدل على أن هناك أفرادا آخرين ساعدوا روهان من الجهة الغربية في الخارج حيث كانت تحت إشراف الإسرائيليين بعد أن هدموا حارة المغاربة وسيطروا على بوابة المغاربة.

كان الاسرائيليون يعتقدون ان الحريق في المواقع الثلاثة سوف يتصل بعضه مع بعض ويدمر الواجهة الجنوبية للمسجد كليا، ومن ثم يمتد شمالا ليأتي على جميع المسجد إلا أنهم لم يكونوا محظوظين تماما، لان النار في خارج النافذة العلوية قد انطفأت بذاتها دون أن يطفئها احد ، لسبب بسيط، وهو عدم وجود عامل مساعدة على الحريق بين هذه النافذة ووسط الجدار الجنوبي للمسجد ، لان مادة النفاذة حجرية والجدار الجنوبي من الغرب إلى الوسط كله من الحجر. ولذلك لم يحترق وسط الواجهة الجنوبية والجهة الشرقية، ثم امتدت النار شمالا وحرقت ما مساحته حوالي 1500 متر مربع من اصل مجموع مساحة مبنى المسجد الأقصى البالغة 4400 متر مربع، أي حوالي ثلث المسجد.

وفي يوم إحراق المسجد قطع الإسرائيليون في بلدية القدس الماء عن المسجد الأقصى المبارك لكي لا يستعمله المواطنون في إطفاء الحريق ، كما أن سيارات الإطفاء الإسرائيلية من بلدية القدس حضرت متأخرة بعد أن أطفأ الأهالي المقدسيون جميع النيران، ولم تفعل شيئا، بل جاءت لكي تصورها وكالات التلفزيون والصحافة العالمية لإيهامهم أنها أدت واجبها. وقد ساعد في إطفاء النار سيارات الإطفاء العربية التي وصلت من الخليل ورام الله.

وقد تم تصوير عملية الإطفاء التي قام بها الشباب المقدسيون الذين استعانوا بالبراميل ونقلوا المياه يدويا من الآبار الموجودة في ساحات الحرم القدسي الشريف واخرجوا السجاد المحترق إلى الساحات الخارجية، وجمع القطع الصغيرة التي بقيت من الحريق من آثار منبر صلاح الدين الأيوبي. وهي محفوظة الآن في المتحف الإسلامي في الحرم القدسي الشريف.

أما زعيم العصابة التي نفذت الحريق "دنيس روهان" فقد حكمت عليه السلطات الإسرائيلية بالجنون وبالنفي الى بلاده استراليا، ولم تسجنه ولم تعاقبه بأي شيء آخر، أما باقي العصابة التي ساعدت روهان من الخارج ، وأخرجته بعد الحريق وحافظت عليه من غضب الأهالي المقدسيين، فبقيت مجهولة ولم ينلها أي عقاب.

وعليه فان هذا الحريق قد تم عن قصد وتعمد وسبق إصرار من الإسرائيليين وخطط له على النطاق الرسمي الإسرائيلي في سنتين متتاليتين 1968 ، 1969 واشترك فيه أكثر من شخص واحد.


أمل الامة

ليست هناك تعليقات: