بقلم: وائل الحديني
على عكس الكثيرين أنا أعول على الانتخابات الأمريكية كثيرًا!!
ربما لا أنتظر من الرئيس الأمريكي الكثير، وأن كنتُ أعتقدُ أننا لسنا بمعزلٍ عمَّا يحدثُ هناك في أطراف العالم.. لقد أخذتني روعة المشهد وأنا أرى هزيمة اليمين المتطرف الذي جسد الكراهية، ومن رحمِ معاناة السود خرج أوباما رئيسًا.
الآن انهارت آخر قلاع الفصل العنصري في أمريكا، بعد أن كان سائق الحافلة يأمر الأسود بالوقوف ليجلس الأبيضُ على مقعده، الآن فقط، وبعد ثمان سنواتٍ عجاف يقف بوشزم ليجلس أوباما، ويغادر ماكين.. (يملك رجلين نحيفتين) هكذا يراه عجوز السينما أرنولد شوارزينيجر، لكن عقله بالتأكيد كبيرًا، هادئ لا يفقد أعصابه على الإطلاق، قياديًّا من الطراز الأول، متماسكًا إلى درجة هائلة، هكذا وصفه البروفيسور أسعد أبو خليل.
مقتطفات من خطاب أوباما في إلينوي
* إن كان هناك شخصٌ لديه شك في أن أمريكا مكانٌ كل الأمور فيه ممكنة وما زال يشكك في قوة ديمقراطيتنا، فقد سمع الجواب هذه الليلة.
* بفضل ما حققناه في هذه الليلة الحاسمة وصل التغيير إلى أمريكا.
* وصلني اتصال كريم من السيناتور ماكين الذي كافح طويلاً، وقدَّم تضحياتٍ لأمريكا لا يمكن تصورها.
* (النصر يعود إليكم.. لم أكن المرشح الأكبر لهذا المنصب.. استمددنا قوتنا من شباب رفض أسطورة: أن أجيالهم لا يملكون تقديم شيء)
* من مدخرات أسرة صغيرة (5 دولارات) بدأنا!
*هذا النصر نصركم أنتم!
* (الطريق أمامنا سيكون طويلاً والمرتفعات عالية.. ستكون هناك صعوبات، وأخطاء.. لكنني أدعوكم إلى المشاركة معنا في بناء البلد منطقةً منطقةً وشارعًا شارعًا).
* دعونا ندعو إلى روحٍ جديدة، ومسئولية وعمل بجد.
* علينا أن نعمل كشعبٍ واحدٍ بعيدًا عن الحزبية.
* إننا لسنا أعداء، بل أصدقاء ولن تنكسر أواصر الحب بيننا.
* قوة بلادنا ليست من قوةِ سلاحنا، لكن من قوةِ ديمقراطيتنا وقوة مبادئنا وقيمنا (هذه عبقرية أمريكا الحقيقية).
* الصعوبات والأمل.. الكفاح والتقدم.. أمريكا تستطيع أن تتغير.
أبرز ما قاله ماكين
* لقد وصلنا إلى نهاية المعركة.. لقد قال الشعب كلمته بوضوح.
* أنا فقط مَن خسر!!!! أنتم يُحالفكم الحظ دائمًا.
* لا أشكك في أوباما.. تنافسنا ففاز.
* أنا خادمٌ للشعب.. وسأبقى كذلك.
* لقد اتصلت لتهنئة الرئيس المقبل، وأدعو الذين أيَّدوني لتهنئة الرئيس المقبل
دروس مستفادة من الانتخابات الأمريكية
1- لن يبقى بوش الكريه في الحكم إلى الأبد، سيُلقى بعد 77 يومًا في مزبلة التاريخ.
2- الخطابات بعد إعلان النتائج تصالحية، لا مكان فيها للاستقطاب: (تهنئة متبادلة، وتقدير وامتنان للشعب الواعي القادر على اتخاذ القرارات المصيرية)، فأحمد نظيف وحده لم يصل شعبه لمرحلة الفطام!!
3- الجميع خادمٌ للشعب باعترافهم، الفائز والخاسر، لا فرقَ بين أبيض وأسود (كما قال أوباما) فالتحديات والطموحات تفترض الوحدة!! لكننا شعوب خُلقت ليمتطيها الحكام فننال الشرف والرفعة، ولا نكل ولا نمل من الشكر، وتقديم القُربات!!
4- الفوز للشعب والهزيمة للأفراد، والعبرة بالأخطاء، والمصالحة صنو المنافسة، ولا مكان للأحقاد.
5- لم نشاهد تدخلات أمنية، ولم نرَ جنديَّ أمن مركزي، ولا حتى مارينز، ولم نسمع عن إصابات، ونشاهد قتلى، ومطاردات ونساء يعبُرن إلى اللجان فوق السلالم تحت القصف، والردع، والمنع، والقهر، والتخويف.
6- لم ترتدِ وسائل الإعلام ثوبَ القذارة وتُطيل لسان الحقد وتعزف نشيد الوطن والانتماء لأن بوش لم يعد يساوي شيئًا!!.. لا يمكن أن يكون ملهمًا موهوبًا إلى الأبد.. أمريكا ولادة، وكذا أوربا والسنغال نحن فقط نسبح قهرًا في عبقرية الملك ورؤى الرئيس وأحلام الوريث!.
7- وقف أوباما أمام الشعب فهو منهم وهم منه هذه هي الشجاعة، لا شجاعةَ التجريف، والحظر والإخلاء، والغرف الزجاجية، ووسطاء العار والشنار.
8- الجزيرة على مدار الساعة بلا نوم، حتى قرية كوجيلو الكندية لم تفتقد مراسلهم.. فرحة جدة أوباما الإفريقية السوداء تستحق النقل والتوثيق.
9- انتهى وهِمُ الآباء في أن يلحق بهم أبنائهم، فالشعوب الولاَّدة تستطيع أن تقول كلمتها، ولو كان خيارهم واردٌ ملون من حيث اللا مكان.. أوباما بدد الوهم.
مؤتمر الوطني
- تكريس للوهم، وتجسيد للكراهية، وتسليط للضوء على الموزورين والمحتكرين، وأرباب السلب والنهب.
- إعلاءٌ للأكاذيب، وتكرار لعبارات الخبل واللا عقل.
- عمليات تجميل فاشلة لوجوه كالحة.
- يُصرِّح عز (إن مقاعد المعارضة خطأ تنظيمي).
حينما كانت أمريكا تعيش عرسًا ديمقراطيًّا!.. كان الكِبرُ والغرور يُطلان علينا يغمُرانِ عالُمنا.اختار الشعب الأمريكي شخصٌ أسود لقيادته.. مثقف متواضع ومتسامح، بينما عازف "درامز" سابق يتلاعب بأساس شعب، ويعبث بحضارته، وأحلام أبنائه، ويهدم تاريخه بمعول الحقد.. حقد أسود على مدار أيامٍ ثلاث، وكذب غير مسبوق!! أي الشعبين أحقُّ بالفخر؟؟ ومَن منهما يستحق العزاء؟؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق