نال إعجاب العديد من النشطاء الحقوقيين الذين اختاروه أثناء اعتقاله رئيساً شرفياً لرابطة مدوني المحلة حيث قدم الصورة الحقيقية لأحداث المحلة في مدونته علي الإنترنت
أخيرا وبعد سبعة أشهر كاملة من الاعتقال والتشريد أفرجت السلطات الامنية عنه والدكتور ممدوح المنير هو آخر معتقلي أحداث المحلة التي وقعت 6 و7 من أبريل الماضي بعد أن أسدلت محكمة شمال القاهرة الستار بحكمها بقبول التظلم علي قرار وزير الداخلية باعتقاله، فقد تحولت فترة اعتقال المنير إلي ما يشبه الفيلم السينمائي من سلسلة أفلام الخيال التي يخرجها النظام.. تلك النوعية من الأفلام التي ينفرد بها النظام حيث تخرج فيها علي القوانين والمباديء والأصول ، بل أصبح فيلماً مرعباً لأسرة المنير التي كانت في كل مرة تفقد فيها الأمل في الإفراج عنه، فوالده محمد المنير -موجه اللغة العربية- والذي لا ينتمي إلي أي تيارات سياسية اضطر أكثر من مرة إلي الاستغاثة برئيس الجمهورية لإنقاذ نجله من قبضة الداخلية إلا أنها جاءت دون جدوي.
اعتقال الداخلية للمنير جاء لأنها تعاملت معه أو اعتبرته دخل المنطقة «المحظورة» التي ترعب الدولة وتعلق عليها أخطاءها أو أي احتجاج يحدث في مصر يكون وراؤه الإخوان المسلمون مثلما يحدث أي حريق في مصر يكون مرتكبه ماس كهربائي أو حادث فتنة يكون وراؤه مختل عقليا، فقد حاولت الدولة بعد أحداث 6 أبريل أن تجد أبا شرعيا للاحداث سواء لحركة «كفاية» متمثلة في سامي فرنسيس الذي أفرجت عنه أو الإخوان المسلمين متمثلة في ممدوح المنير أو البلطجة والشغب متمثلة في 49 متهماً مازالوا تحت حكم القضاء ، فممدوح المنير الذي تم إلقاء القبض عليه بواسطة أمن الدولة فجر يوم الثلاثاء 8 أبريل الماضي بعد أن اقتحموا منزله وصادروا كتبه وجهاز الكمبيوتر الخاص به ، كان ضحية نقل الصورة الحقيقية لانتفاضة يومي 6 و7 أبريل التي حدثت في المحلة من خلال مدونته علي الإنترنت واستخدام قوات الأمن العنف والرصاص المطاطي والحي والقنابل المسيلة للدموع في مواجهة المواطنين، بالإضافة إلي قيام المواطنين بتمزيق صور مبارك من الميادين العامة وهي الصورة التي ازعجت السلطة التي سوقت للاحداث في وسائلها الإعلامية علي أنها احداث شغب من قلة مشاغبة مأجورة كالعادة ، وظل السؤال الوحيد علي لسان هيئة الدفاع في قضية اعتقال المنير «هو فيه إيه؟» فبعد اعتقاله واختفائه 18 يوماً كشف بعدها المنير أنه تعرض لكل ألوان التعذيب الجسدي والنفسي والسب والضرب والتعذيب بالكهرباء ، وبعد عرضه علي النيابة التي قررت إخلاء سبيله وعرضه علي الطب الشرعي إلا أن الداخلية ضربت بأحكام القضاء عرض الحائط وأصدرت قراراً باعتقاله فنقل إلي سجن وادي النطرون وفي كل مرة تقرر النيابة إخلاء سبيله تجدد الداخلية اعتقاله وترفض تنفيذ قرارات المحكمة التي كانت في كل مرة تقبل تظلم أسرته علي قرار الاعتقال، ورغم ذلك فالمنير قد نال إعجاب العديد من النشطاء الذين قرروا أن يكون رئيساً شرفياً لرابطة مدوني المحلة أثناء اعتقاله، فالمنير حاصل علي المركز الأول علي مستوي محافظة الغربية في الخطابة كما أنه كان يحصل علي المراكز الأولي في المراحل الدراسية المختلفة وترأس البرلمان الصغير وله العديد من الأبحاث وحاصل علي دورات في التنمية البشرية ومنها إدارة الذات والتفاوض وفنون الاتصال والنجاح في الحياة.
محمد أبو الدهب - الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق