الخميس، 16 يوليو 2009

قمة دول عدم الانحياز تنطلق من شرم الشيخ

قمة دول عدم الانحياز تنطلق من شرم الشيخ.. نجاد غاب عن الافتتاح ومتكي غادر بصورة مفاجئة والقذافي كعادته يخطف الأضواء

المصريون (وكالات)

انطلقت في منتجع شرم الشيخ أمس، أعمال القمة الخامسة عشر لحركة دول عدم الانحياز، بمشاركة العشرات من قادة دول ورؤساء حكومات الدول الأعضاء بالحركة، وسط غياب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي رجحت تقارير حضوره القمة.
وفي أعقاب تسلمه رئاسة القمة من الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، لمدة ثلاث سنوات، دعا الرئيس حسني مبارك في كلمته الافتتاحية حركة عدم الانحياز إلى التعامل مع الواقع الدولي الراهن على نحو يتسم بالفعالية والمبادرة.
وقال "إننا ندعو لنظام دولي سياسي واقتصادي وتجارى جديد أكثر عدلا وتوازنا ينأى عن الانتقالية وازدواجية المعايير يحقق مصالح الجميع ويراعى الدول النامية وأولوياتها، ويرسى ديمقراطية التعامل بين الدول الغنية والفقيرة، ويحقق التمثيل المتوازن للعالم النامي بأجهزة المنظمات الدولية، والتجمعات الدولية الرئيسية مثل مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى ومجموعة العشرين".
وأكد مبارك أن السلام والتنمية في قلب ما تسعى إليه حركة عدم الانحياز من أهداف وغايات، وقال: إن ذلك يقتضى تعزيز التضامن الدولي والتعاون البناء بين كافة الأمم والشعوب من أجل التغلب على ما يواجهه السلم والأمن الدوليين من تحديات وتهديدات ومخاطر، وما تواجهه جهود التنمية من عقبات ومشكلات وصعاب.
ولفت إلى ما يتهدد السلم والأمن الدوليين من مخاطر الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، فضلا عن العديد من النزاعات المسلحة وبؤر التوتر وقضايا طال انتظارها لحل عادل في مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية السلام الشامل في الشرق الأوسط.
وقال: إننا نعيش جميعا واقع مشكلات النمو والتنمية في مواجهة صعاب الداخل وتحدياته وأزمات عالمية ترد إلينا من الخارج، مشيرا إلى أزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية العام الماضي والأزمة الحالية للاقتصاد العالمي.
وتابع: تأثرنا بتبعات ظاهرة "تغير المناخ"، ونواجه صعاب في تمويل التنمية وتحديات في تعاملنا مع قضايا إمدادات الطاقة والأمن الغذائي.
من جانبه، طالب الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي حركة عدم الانحياز بتكوين مجلس أمن للحركة يحل النزاعات بين أعضائها بدلا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقال في كلمته "مجلس الأمن الدولي في الحقيقة لا يمثلنا"، وأضاف في إشارة إلى الولايات المتحدة أن دولة واحدة تهيمن على مجلس الأمن وهذا "مصدر خطر" على العالم.
وتابع "تضررنا كل الضرر من مجلس الأمن الدولي"، ووصف المجلس بأنه "سيف مصلت على رقابنا"، وعزز القذافي مطلبه بأن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 تم خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
من ناحية ثانية، وقعت ملاسنات بين وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي وصحفيين ودبلوماسيين على هامش قمة عدم الانحياز، قبل أن يغادر منتجع شرم الشيخ يوم الثلاثاء بشكل مفاجئ، ما أثار تكهنات كثيرة فتحت الباب أمام اجتهادات وتفسيرات حول ذلك، وكان قد تردد أنه سيعود صباح أمس إلى شرم الشيخ لرئاسة وفد بلاده باجتماعات القمة بعد أن رأسها في الاجتماع الوزاري التحضيري لها اليومين الماضيين.
والتقى وزير الخارجية الإيراني نظيره المصري أحمد أبو الغيط مرتين يوم الاثنين خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية، فيما الثانية كانت على عشاء عمل حيث استقبل الوزير الإيراني من جانب نظيره المصري بحفاوة، غير أن المفاجأة كانت في شكوى متكي من الإجراءات الأمنية المصرية حول مقر إقامته، وكذا من احتجاز مندوب إيران لدى الأمم المتحدة في مطار القاهرة.
فيما كان التفسير المصري أنه ليس مدرجا ضمن الوفد الرسمي الذي أبلغ اليها للمشاركة بأعمال القمة، برغم ذلك تدخل أبو الغيط وأعطي تعليمات فورية بالاستجابة وتذليل كل الشكاوى، وأكثر من ذلك خاطب الوفد الإيراني خاصة السفير بالقاهرة قائلا له "تستطيع أن تفتح نوافذ فيلتك وأن تتحرك وتشم الهواء وتستمتع بجو شرم الشيخ".
وفي السياق ذاته جاء رد متكي على طلب صحفيون من وكالة الأنباء المصرية الرسمية مثيرا لغضب الصحفيين، عندما قام الصحفيون بتعريف أنفسهم قائلين "نحن صحفيو وكالة أنباء الشرق الأوسط نريد التحدث معك"، فرد وزير الخارجية الإيراني بالقول "الشرق الأوسط أم الغرب الأوسط"، في إشارة إلى أنهم يساندون ويرددون مواقف الغرب ضد إيران، ما أثار غضب الصحفيين المصريين الذين أكدوا أن مصر في قلب الشرق الأوسط، وانتهى الموقف بابتسامة باهتة من الوزير الإيراني، عكست التوتر الذي يشوب العلاقة بين طهران والقاهرة.
وكان وزير الخارجية المصري قد أشار في معرض رده على سؤال حول وجود إيران ضمن ترويكا قمة حركة عدم الانحياز مكتفيا بالقول إنه سيكون هناك تفاعل طبيعي بين مصر وبينها في إطار متابعة وتنفيذ قرارات القمة وتفعيل دور الحركة


ليست هناك تعليقات: