الاثنين، 13 يوليو 2009

هجوم على الإسلام والمؤسسات الدينية والدستور المصري في مكتبة الإسكندرية

http://www.freecopts.net/arabic/arabic/images/blog/alexandria%20bibliotica.jpg

الإسكندرية - أحمد حسن بكر (المصريون)

غاب الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة المنظم لندوة مكتبة الاسكندرية عن افتتاح" ندوة آليات الرقابة وحرية التعبير فى العالم العربى " التي دعي إليها كل من حيدر حيدر صاحب رواية وليمة لأعشاب البحر والشاعر حلمي سالم صاحب القصيدة المتطاولة على الذات الإلهية ، وجاء غياب عصفور منظم الندوة اللافت بداعي المرض حيث تردد أنه نقل إلى العناية المركزة بينما حرصت مكتبة الأسكندرية على إغلاق الندوة حتى أنها تحولت إلى ما يشبه اللقاء السري الذي اقتصر على المتحدثين فيه فقط وعدد قليل من الصحفيين ، وشهدت الندوة هجوما عنيفا ضد الدين والمؤسسات الدينية والدستور المصري بدأه الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية بالدعوة إلى فصل الدين عن الدولة ، في مصادمة صريحة لدستور البلاد رغم أنه مسؤول رسمي يفترض أنه يعمل وفق الدستور ويحترمه ، كما قال أن الإسلام يفصل الدين عن الدنيا مضيفا قوله " آن لنا ان نواجه بشكل حاسم ونهائى مشكلة إقحام الدين فيما لا علاقة له به وتحكم رجال الدين فى محتلف شئون الحياة ، وإنفجار عصر الفتاوى العشوائية ، وسيادة الدعاة المحترفين والمتطوعين ، على الرغم من ان الميزة الكبرى للإسلام هى التحديد القاطع لشئون الدنيا والاحتكام للخبرة الانسانية فى إداراتها " ، كما دعا مدير مكتبة الاسكندرية إلى حماية المفكرين والكتاب الذين "يشككون" في الدين أو العقيدة بوصف ذلك يمثل روح الحضارة الإسلامية ـ حسب قوله ـ مرددا كلما منسوبة إلى ابن الهيثم في القرن الثالث عشر ، مضيفا أنه يحترم تراثه ولكنه لا يقدسه ويدعو إلى تجاوزه .

من جهته واصل الشاعر حلمي سالم صاحب قصيدة "شرفة ليلى مراد" التي تتضمن عبارات مسيئة للذات الإلهية طرح آراؤه المعادية للدين ، وعلى رأسها المطالبة بإلغاء المادة الثانية من الدستور، التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع في مصر، كما طالب بإلغاء تلاوة القرآن الكريم في طابور الصباح، فيما وصف مجمع البحوث الإسلامية، وجبهة علماء الأزهر، ولجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب بالكهنوت الأعظم.
وطالب سالم الذي تم منحه جائزة وزارة الثقافة عن قصيدته المسيئة للذات الإلهية بضرورة إعادة النظر في الدستور المصري خاصة مادته الثانية، وكذا تلك القوانين التي يستند إليها "الشيوخ" في التصدي للروايات أو الأشعار المسيئة للدين .
كما اتهم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، ورئيس لجنة الشئون الدينية في مجلس الشعب وقت أزمة رواية "وليمة لإعشاب البحر" بأنه أحد عناصر الكهنوت الديني في مصر.
وفاجأ سالم الحضور بمطالبته بإلغاء تلاوة القرآن الكريم في طابور الصباح بالمدارس، وأن يرددوا بدلا منه نشيد الوطن، وأضاف "يجب أن نسعى جميعا لاستنقاذ الدولة المدنية من براثن الدولة الدينية"، رافضا وصف المجتمع المصري بأنه مجتمع متدين، واستبدل ذلك بوصفه بأنه مجتمع مستسلم للفتوى.
وأكد سالم أن معركته والأدباء الذين على شاكلته هي مع ما وصفه بـ "الاستبداد الديني المدعوم بالاستبداد السياسي، وأن مجتمعنا العربية والإسلامية صارت مجتمعات سلفية بسبب الاستبداد باسم الدين أكثر من الاستبداد بقسم السياسة" على حد تعبيره.
من جهته، اعتبر الكاتب السوري حيدر حيدر صاحب رواية "وليمة لأعشاب البحر" موجة الغضب التي صاحبت نشر روايته في مصر قبل تسع سنوات بالحملة الظالمة، زاعما أنها كانت سياسية وليست للدفاع عن الدين أو الإسلام، وأنها كانت تهدف "إلى تكريس هيمنة الأصوليين الإسلاميين والأزهر على الثقافة في مصر"، على حد زعمه.
كما أبدى سعادته بترجمة روايته "الوليمة" في الولايات المتحدة، واعتبر هذه الترجمة هي "الرد العادل والتنويري".
وتطرق حيدر إلى الأزمة التي رافقت نشر "وليمة أعشاب البحر" في مصر عن هيئة قصور الثقافة قبل عشر سنوات، فيما وصف بأنه ثالثة الأثافي، بسبب مهاجمة جريدة "الشعب" من خلال سلسلة مقالات نشرتها الدكتور محمد عباس، وما صاحبها من اندلاع تظاهرات في جامعة الأزهر.
وقال إنه صدم عندما علم بمهاجمة الدكتور عباس لروايته ووصفها "بالمعادية للإسلام"، ومعنونا مقاله ضد الراوية بعنوان "من يبايعني على الموت"، و"لقد رددت علية في مجلة "أخبار الأدب" بمقال بعنوان "لا لمحاكم التفتيش في القرن الواحد والعشرين"، وأكد أنه شعر بالذهول عندما رأى مظاهرات طلاب وطالبات جامعة الأزهر ودعوتهم لإحراق الرواية وإعدام مؤلفها.
وقال حيدر إن زيارته لمصر تأتي بعد انقطاع دام أكثر من خمسة وثلاثين عاما، وقد اختتم كلمته بشكر الدكتور جابر عصفور واصفا إياه "مثقف التنوير بامتياز"، بالإضافة لشكره للروائي إبراهيم أصلان، وحمدي أبو جليل، وعلى أبو شادي آخرين من الهيئة العامة لقصور الثقافة، وسلسة آفاق الكتابة.


ليست هناك تعليقات: