الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

"علشان مستقبل أولادك".. لا للحزب الوطني!!


بقلم: محمد السروجي

"علشان تطمن على مستقبل ولادك" آخر شعارات منظومة الاستبداد والفساد الجاثمة على صدور المصريين منذ 30 عامًا، فعلى أي شيءٍ تُراهن هذه المنظومة في الانتخابات المقبلة، على انشغال المصريين وراء لقمة عيشهم المُرَّة؟ أم على سمتهم البسيط الطيب في نسيان الإساءة؟ أم بلغت الوقاحة لدرجة اتهام المصريين بعدم الفهم وربما بما هو أسوأ من ذلك؟ شعارات متتالية ووعود واهية وادعاءات كاذبة ورصيد أسود لنظامٍ فاشل، عن أي مستقبل يتحدَّثون في ظلِّ كمِّ الفساد الهائل الذي زكم الأنوف ووصل إلى الركب بل فوق ذلك بكثير؟
ما الجديد لدى منظومة الحكم تمنحه المصريين؟ القيادات الحزبية كما هي منذ عشرات السنين؛ حيث وصل متوسط أعمارهم فوق السبعين عامًا، والنهج الإداري كما هو ترهُّل وتكدُّس وفساد ومحسوبية ورشى، الفكر والمنهجية لا جديد ولا قديم، فالحزب الحاكم ليس حزبًا بالمفهوم السياسي أو القانوني بل هو نادٍ للمسنين من كبار موظفي الدولة مع بقايا التيارات والتنظيمات الفكرية المندثرة التي ظلَّت عقودًا تعارض هذا النظام، ثمَّ تحوَّلت بعوامل التعرية السياسية والمصالح الشخصية وطول الطريق وقلة الزاد وانهيار الإرادة إلى كهنة للمعبد، الذين حاولوا مرارًا هدمه وتشييده على أساس جديد! حتى الممارسة والأداء فحدِّث ولا حرج.

مصر الزراعية تعاني أزمة رغيف الخبز.. هبة النيل لا يوجد بها كوب ماء نظيف، والملوث مهدد وقد يغيب.. مركز حضارة الدنيا تعاني الأمية والتخلف وانهيار التعليم وصار الصفر رقمًا حاضرًا في غالبية المسابقات والمجالات.. المصريون الأقوياء الأشداء خير أجناد الأرض ينهش في أجسادهم المرض كما ينهش هؤلاء المفسدون في ثروات الوطن.. هل كان غيرهم يحكم وفشل فجاء هؤلاء بدلاء عنه؟ مرةً أخرى على أي شيء يراهنون؟

يراهنون على ترويع الرأي العام المصري بصفةٍ عامة، والمعارضة الوطنية غير المستأنسة بصفةٍ خاصة، في محاولةٍ لكسر إرادة الصمود والإصلاح والمناضلة، وفرض روح اليأس والإحباط، وإخلاء الساحة؛ لتقع مصر بين فكي التأبيد والتوريث.

ونراهن على الحضور والمشاركة وانتزاع الحقوق ومقاومة الاستبداد وكشف الفساد، بل نراهن على تعبئة جماهير الشعب؛ لتقف أمام صناديق الاقتراع في مشهدٍ تاريخي ومهيب لتقول بكل ثقة ويقين: من أجل مستقبل أفضل وحياة أكرم وحكومة أكفأ.. "لا للحزب الوطني".

هناك تعليق واحد:

قلب أسد يقول...

زاكم الله خيرا
مقالة رائعة للاستاذ محمد السروجى