الأحد، 5 ديسمبر 2010

سنواصل أيها المزورون !!..أ/ محمد السروجي




الصورة المصاحبة للخبر للضابط الذي حسم إنتخابات الشعب فى المحلة بالتزوير ، كما حسم إنتخابات الشورى بالتزوير أيضاً

أ/ محمد السروجي :
لم يتحول الحلم إلى كابوس كنا نتوقع ما حدث ، لكنها روح المزاحمة والمقاومة التي لن نتخلى عنها ،عاشت مصر يوماً عصيباً أداره جهاز الأمن وفرق البلطجة ومجموعات التزوير وأخيراً اللجنة العليا شاهد الزور على الحدث ، انتهى الفصل الأول بل غالبية المشهد الساخر من المهزلة المسماة بهتاناً وزوراً بانتخابات مجلس الشعب ، هذا الحدث المؤسف الذي أراد النظام المستبد الفاسد أن يؤكد من خلاله أنه لا أمل في التغيير السلمي وأن الإقصاء السياسي والقمع الأمني والبلطجة هم أدواته ووسائله لأن شعاره "الغاية تبرر الوسيلة" فكان هذا الكم الهائل من الانتهاكات الدستورية والقانونية والحقوقية الموثقة بالصوت والصورة رغم أكاذيب كهنة النظام الذين ما زالوا يكذبون ويتحرون الكذب .
وكانت اللجنة العليا للانتخابات التي تخلت وبقصد عن دورها بتسليم القط مفتاح الكرار وتفويض اللص في حفظ الأمانات ، تراجعت اللجنة العليا وهي شريك متضامن في التزوير وإهدار إرادة المصريين ، وتقدم الجهاز الأمني الحاصل على أرفع الأوسمة في انتهاك الحقوق وتزوير الإرادة واستدعاء فرق البلطجة والمسجلين خطر ليبدوا للمتابع أن ما يحدث سجال خشن بين أنصار المرشحين من هنا وهناك.
الخطورة لم تكن على إرادة الناخبين فحسب بل على حياتهم عندما انتشرت الأسلحة البيضاء والأسلحة النارية في الشوارع تحت مظلة الأمن "يشاع في مدينتي المحلة وسمنود أن ضباط المباحث وزعوا مسدسات على فرق البلطجة وأكدوا عليهم أن يكون الضرب في الهواء فقط".
التجاوزات لم تكن ضد فصيل دون أخر بل كانت ضد كل المصريين ضد كل فرد أو جماعة أو كيان له قبول وشعبية بغض النظر عن مرجعيته وفكره ومشروعه ، لكن الشواهد والتجاوزات تؤكد يوماً بعد يوم أنه نظام مفلس شائخ ما عاد يملك ما يقدمه لنفسه ولمن حوله ، حالته أشبه ما تكون بمريض انتهى عمره الافتراضي لكنه متعلقاً في دنيا الناس بأجهزة التنفس الاصطناعي" الجهاز الأمني" ، شارك الجميع في الجرم الآثم ، رجالات المال وجنرالات الأمن ثم التغطية الإعلامية غير الشريفة لأقلام السلطة .
لذا ورغم قسوة ما حدث فلن نخوض معارك حربية لكن جولات سياسية ، لن تُفرض علينا معارك حياة أو موت لأننا تعلمنا فن الحياة ، لن نغادر مواقعنا نحن مرابطون ، ولن ننحرف عن منهجنا فنحن واثقون ، ولن نرفع الراية البيضاء استسلاماً لكننا نرفعها راية كريمة نظيفة يلتف حولها المصلحون .
لن نيأس كلنا أمل ولن نتوقف فقد بدأنا العمل ، نعلم أن الطريق طويل لذا اعددنا له الزاد إيماناً بالإصلاح وامتلاكاً لإرادته وتحلياً بصفاته وتحملاً لتبعاته ، نعي جيداً أن حركات التحرر والإصلاح لا تراهن على فترات زمنية ولا أشخاص قياديةولا ممارسات وقتية بل تراهن على مشروع واضح الرؤية محدد المعالم تعي من هي وماذا تريد وأين تتجه حتى لا تضل الطريق وإن طال ، تحية لشعب مصر البطل الذي راهنوا على إرهابه فكان شجاعاً كعادته ولم يُرهب ، تحية لشعب مصر الذي راهنوا على تضليله فصدمهم بوعيه ويقظته ، تحية لشعب مصر الذي انحاز للمعارضة الوطنية غير المستأنسة وقال لها نعم رغم التزوير الفاضح.
ـــــــــــــ
مدير المركز المصري للدراسات والتنمية

ليست هناك تعليقات: